هناك فرق كبير بين الحلم والرؤي .. بين الخيال والمستقبل , الفرق أن الرؤية تتحقق إذا سارت الأحداث كما تم التخطيط لها , والخيال يتحقق بالعلم والعمل الجاد والشاق .. لا يشترط النجاح فور البداية , فالكثير من الحضارات تطورت بتطور أفكارها , بدحر الماضي والأفكار العتيقة والعوائق الهدامة , واليوم نحن بصدى طرح فكرة , مجرد فكرة خيالية نطمح في أن تكون نواة للبناء .. بناء المستقبل لنا ولأولادنا وأحفادنا.
وقبل أن أقوم بطرح هذه الفكرة وتوجيهها لاحقاً للسادة المسئولين سأقوم بشرح بعض معطياتها الهامة للغاية لإنها فكرة إستثمارية غريبة على البعض ولم يسمع عنها الكثيرين كطريقة مذهلة للإستثمار.
![]() |
نهضة مصر بالبتكوين |
المعطى الأول: العملات الرقمية Cryptocurrencies
هي عملات إفتراضية تظهر للوجود عند حل بعض العمليات الرياضية المعقدة وبعد الوصول إلى ما يسمى بالبلوك , يتم إستخدام أجهزة لها قدرات مناسبة لحل هذه المعادلات , وكلما تم الإنتهاء من بلوك والإنتقال إلى البلوك التالي أصبحت الصعوبة أكبر , وهذا هو ما يطلق عليه إسم التعدين Mining الخاص بالعملات الرقمية وهو عملية إظهارها للوجود.
وقد ظهرت أول عملة رقمية في التاريخ عام 2009 وأطلق عليها إسم بتكوين Bitcoin , لذلك فهي العملة رقم واحد والأشهر الأن في قائمة ضخمة تضم المئات من العملات الأخرى التي ظهرت لاحقاً , وقد كان إسم مخترعها المستعار هو "ساتوشي ناكاموتو" وغير معروف شخصيته حتى الأن , وإن حاول البعض أن يتقمصوا شخصيته ولكنهم فشلوا وتم فضحهم وكشفهم بالأدلة.
الأن وقد تعرفنا على العملات الرقمية والأن إلى:
المعطى الثاني: عملات ICO
يقوم بعض الأشخاص وبعض الشركات وفرق العمل بطرح عملات وتوكنز جديدة كل يوم , تسمى فترة إطلاق هذه العملات من السادة المطورين للبيع المباشر للسادة المستثمرين بفترة أو مرحلة ICO. أي إنك تقوم بشراء هذه العملة بشكل مباشر من الشركة أو الشخص المصمم لها.
بعد إنتهاء مرحلة ال ICO يتم ضم هذه العملات (إذا أثبت الفريق المطور لها مصداقيته وكفائته وتنفيذ لخطة العمل) إلى المنصات , وهذه إحدى النقاط الهامة التي جعلتني ألجأ إلى السادة المسئولين الحكوميين وحاجتنا في تنفيذ هذه الفكرة إلى أوامرهم المباشرة نظراً لأنها تحتاج إلى رقابة قوية , بعض هذه ال ICO كانت مجرد نصب وتم الهرب بالكثير من أموال المستثمرين فيها.
والمنصات هي المواقع الإلكترونية التي يتم تداول العملات الرقمية بها , من أشهر المنصات : Binance, CEX, Coinbase وغيرهم الكثير.
والتداول هو التجارة والتعامل بأزواج عملات تماماً مثل الفوركس , في الفوركس تجد مثلاً الدولار = 18 جنيه مصري في لحظة ما , فيقوم المستثمر على منصة الفوركس ببيع ما لديه من دولارات مقابل الجنيه نظراً لأن ذلك يحقق لهم ربح بالعملية التالية وهي إنهم ينتظرون بعدها هبوط سعر الدولار إلى 17 جنيه لإعادة شرائه وهكذا.
وبذلك قد يضاعفون رأسمالهم ببعض العمليات ولكنهم أحياناً يتعرضون للخسارة أيضاً , فهي تجارة تحتاج إلى فهم وتحليل ومتابعة للأخبار قبل أي شئ.
فمثلاً: قد يشتي شخص ما الدولار بسعر 18 جنيه مصري ولكنه يهبط إلى 17 جنيه , البعض يتعجل ويقوم بالبيع بخسارة والبعض الأخر يصبر حتى يزيد السعر إلى سعر شراءه لهذه العملة على الأقل أو حتى يطمح في المزيد من الربح بالمزيد من الصبر والبيع للدولار الواحد على 20 جنيه مثلاً. وهي عملية قد تأخذ بضعة ساعات أو بضعة سنوات , ويعتمد ذلك على مدى ذكاء ومهارة المستثمر ومتابعته لأخبار عمله.
كذلك هو الأمر تقريباً بالنسبة للعملات الرقمية التي لما إنتشرت أخبار عن مشاريع أو تطويرات جديدة بها كلما إرتفع سعرها , وكذلك أيضاً يمكنك التداول بالبتكوين مقابل الإيثريوم أو اللايتكوين والريبل , بل إنه بعض المنصات الهامة أصبحت الأن تدعم التداول بين العملات الرقمية والعملات الحقيقية وأهمها الدولار واليورو , ويمكنك الأن بسهولة السحب والإيداع ببطاقتك الإئتمانية وحسابك البنكي.
بالنسبة للعملات الرقمية أيضاً فقد أصصبح لديك العديد من الخيارات لتخزينها والإحتفاظ بها , وتسمى المواقع الإلكترونية أو التطبيقات والبرامج وحتى الأجهزة التي يمكنها تخزين هذه العملات الرقمية بإسم المحافظ , وهناك محافظ يمكنها تخزين نوع واحد من العملات الرقمية أو نوع معين لتقنية برمجة العملات لتشمل العملات المبرمجة بنفس التقنية.
مثلاً: موقع ماي إيثر ووليت هو واحد من أهم محافظ عملة الإيثريوم , ويمكنه في نفس الوقت تخزين أي توكنز تعمل بتقنية ERC20 مثل EVN و STQ و AGI وغيرهم الكثير. وهذه الموقع يندرج تحت نوعية المحافظ الأونلاين لإن اتعامل عليه يكون عبر الإنترنت.
هناك أيضاً محافظ سطح المكتب وهي البرامج التي تقوم بتحميلها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك لتخزين عملتك , وفي جميع الحالات فإنه من الهام للغاية أن تحتفظ ببيانات دخولك على محفظتك بأكثر الطرق سرية وأمان وأن تقوم بحفظها إحتياطياً بأكثر من طريقة إن أمكن.
كذلك هناك محافظ يتم تنزيلها على الجوال أيضاً كتطبيقات أندرويد وأبل وغيرها , بل أنه ظهرت أجهزة خاصة بتخزين العملات الرقمية تسمى محافظ أوفلاين وتشبه الفلاش درايف ومن أهم أنواعها على سبيل المثال وليس الحصر نانو ليدجر.
كل هذه محافظ لتخزين عملاتك الرقمية.
سامحونا .. كل ذلك كان مقدمة لابد منها نظراً لأن الكثيرين لا يوجد لديهم علم بماهية العملات الرقمية , فكيف أنجح في إقناع شخص ما بفكرة إذا لم يتعرف على مبادئها؟ ولذلك كان من الضروري أن أذكر في أول سطور مقالي إنه العلم أولاً ما يبني بالعمل , فالعمل بدون علم هو هدم فقط وأفضل طريق للفشل.
نأتي الأن إلى الفكرة الجوهرية لمقالنا .. وصدق أو لا تصدق عزيزي القارئ .. لقد حاولت بقدر الإمكان إختصار هذا المقال كثيراً على ورق قبل كتابتي له , فكن صبوراً معي وأعطني رأيك في النهاية وأتمنى أن تكون هناك دعوة لوجه الله لي وليس ضدي.
تتمثل الفكرة في طرح عملات رقمية بأيادي مصرية في مراحل ICO من خلال وبإشراف الحكومة المصرية وبأيادي مبرمجين مصريين.
خطوات العمل يتم ترتيبها كالتالي:
1 - إطلاق موقع إلكتروني بأوامر وتوجيهات من السادة المسئولين , فكرته هي أخذ رأي السادة المستثمرين في مشاريع متعلقة ب: التأمين والصحة - الإسكان - التعليم - البنية التحتية - الزراعة - الصناعة - تكنولوجيا المعلومات - السياحة وغيرها من المجالات الهامة للنهضة ببلدنا الحبيب.
2 - بعد فوز التصويت على مشروع محدد من السادة المستثمرين يتم العمل على طرح العملة الخاصة به , وليكن مثالنا هو مشروع مدينة سكنية , تبدأ الحكومة "التي تلعب دور الوسيط المضمون والضامن" بطرح عملة ICO الخاصة بالإسكان بكمية محددة مسبقاً لبناء عدد محدد من المساكن سواء لمحدودي الدخل أو متوسطي الدخل والطبقة العليا من المجتمع , فالجميع يجب أن يستفيد من هذه المشروعات ولكن أهم الأشخاص هم الطبقة الفقيرة أولاً.
3 - يتم شراء العملات عن طريق السادة المستثمرين , وليكن مثلاً إسم المشروع هو "مدينة شعاع" والعملة هي عملة شعاع , وسعرها 1 جنيه مصري , يمكنك شراء عملة واحدة أو مليون بحد أقصى مثلاً منعاً للإحتكار , ويتم تطبيق سياسة معرفة العميل Know Your Customer KYC حتى لا يدخل مستثمر واحد بأكثر من حساب أو يحاول أن يقوم بغسل أمواله بهذا المشروع.
4 - يتم تخصيص النسبة الأكبر من المبلغ الذي تم جمعه وضخه من السداة المستثمرين ولتكن مثلاً نسبة 90% في بناء الوحدات ومدينة شعاع الجديدة , وكذلك نسبة 5% للسادة العاملين بالمشروع بدءاً من العمال وحتى المبرمجين والفنيين والمهندسين , مما يساهم في أولاً تنمية مدن مصر وثانياً تخفيف حدة البطالة , ليس ذلك فقط بل وتخصيص النسبة الأخيرة 5% لخزينة الدولة بدورها في الإشراف على هذا المشروع وضمان تنفيذه وجديته ويتم الإستفادة منها لاحقاً في أهم المجالات التي تحتاج إلى ميزانية ضخمة مثل الصحة والتعليم وغيرها. وهي مجالات يعاني المصريين للأسف من ضعفها برغم الجهود الضخمة التي تبذلها الدولة ومشاريعها العملاقة التي لا تكفي لعلاج الفقر والجوع والمرض والجهل والبطالة حتى الأن.
5 - يمكن لجميع طبقات مصر التقدم بحجز وحدات المشروع بإستخدام العملات الرقمية التي يتم شرائها من الحكومة مسبقاً قبل إنتهاء المشروع أو يمكنهم شرائها من المنصات لاحقاً بعد طرحها للتداول بإشراف حكومي. وسيكون الحجز للوحدات بالتقسيط أو التمليك الفوري أو حتى بالإيجار ويختلف ذلك طبقاً لشروط كل مشروع والمتفق عليه به.
6 - ستكون الوحدات مخفضة لأقصى حد , فالوحدات ستكون شبه مجانية ولا تدفع كشاب غير قادر على تكوين نفسه أو الزواج أكثر من 20 أو 30 ألف جنيه لتمليك وحدتك , فالمستثمر بالفعل قد أخذ قيمة ما دفعه بالمشروع عملات رقمية يتداول بها بالسوق ويرتفع سعرها لاحقاً مع زيادة طلبها بالسوق , فمثلاً لو قامت الحكومة بإعادة ضخ كمية أخرى من نفس العملة في مشروع إسكاني جديد لمدينة جديدة إسمها شعاع 2 ستجد أن سعر العملة قد تضاعف أضعافاً مضاعفة , بل أن هناك الكثير من الأفكار أيضاً ليربح الجميع ببساطة وسهولة ونقوم بتنمية وطفرة إقتصادية لم تشهد في بلد في العالم مثيل لها لو تحقق هذا المشروع بالدراسة السليمة من قبل الخبراء وليس من قبل شخص ليس له أي علاقة بالإدارة والإقتصاد والسوق مثلي.
سيداتي وسادتي الأفضل .. هذه وجهة نظر شخصية قد تكون جيدة وقد تكون سيئة , وهي ما أراها أفضل طريقة حالياً لتحقيق التنمية الشاملة لمصر , فما كنا نراه طريق سئ وهو العملات الرقمية قد يكون هو بداية عصر جديد للنهضة ببلدنا الحبيب , فرب درة نافعة , إعتماداً على أنفسنا وسواعد أبنائنا ومالنا الشخصي , لا قروض من الخارج ولا تحكم أو شروط أو سياسة خارجية وضغط علينا , فنحن شعب مصر العظيم منذ زمن أسلافنا كنا الأفضل بدءاً من الحضارة ومروراً بالقرأن الكريم وذكره لنا كمكان للأمن والأمان وكذلك كأفضل جنود الأرض , لدينا من العقول ما قد يجعلنا نتربع على عرض العالم لو أردنا , فلماذا هذه السدة العلمية , لماذا هذا التوقف السلبي في حين تتطور جميع دول العالم لحظة بعد لحظة؟ لما لا يمكننا البدء بالإيجابية الحقيقية والتنمية المفيدة بدون إجراءات معقدة ودراسات تحتاج إلى عقود؟ فقط فكرة يمكنها النجاح ولا توجد خسارة لأي طرف من الأطراف , لما لا نقوم بتنفيذها فوراً؟
تخيلوا ما قلناه ذلك في مثال واحد لو تم تطبيقه لإنشاء قرى ومزارات سياحية فريدة من نوعها في العالم أجمع ويكفينا أنه لدينا ما يقرب من ثلثي أثار العالم , تخيل لو أمكننا أن نجعل مستشفى سرطان الأطفال لديها الكثير من الفروع في جميع أنحاء الجمهورية وتتلقى معظم المرضى من جميع أنحاء العالم للعناية بهم؟ تخيلوا لو أمكننا أن نقوم نحن بصناعة الأدوية بدلاً من إٍستيرادها وإستيراد مركباتها؟ تخيلوا لو قمنا بالإستثمار في تطوير معاملنا , أبحاث طلابنا وأخذها بالإعتبار وتنفيذها بأيادي ورؤوس مال مصرية؟
فقط تخيلوا معي .. فهو ليس بالمستحيل.
بالتوفيق للجميع وأتمنى أن تكون فكرتي المتواضعة قد وصلت ويمكن تحقيقها قريباً
تعليقات: 0
إرسال تعليق